الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة إيـــهــــاب الشــــاوش: مؤسسة التلفزة تصنصر أبنائها وتريد قتلهم

نشر في  14 ماي 2014  (11:08)

 حالة من الكرّ والفرّ تشهدها مؤسسة التلفزة التونسية وذلك على خلفية التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الاعلامي ايهاب الشاوش والتي كشف خلالها التجاء ادارة المؤسسة الى تجميد بعض الكفاءات وايقاف برامج بعينها نتيجة رفض الاعلاميين للضغوطات المسلطة عليهم ولسياسة الإملاءات والتدخل في محتوى البرامج...تصريحات لم تنل رضاء الادارة مما دفعها الى استجواب الشاوش واصدار بيان استنكرت فيه هذه التصريحات وفندتها مؤكدة ان الوضع على أحسن ما يرام بل وشككت فيه في حرفية ايهاب الشاوش ...
حرب من التصريحات والتصعيد يشهدها هذا المرفق العمومي وقصد فهم ما يحدث في كواليس التلفزة التونسية كان لنا هذا الحوار مع الاعلامي ايهاب الشاوش...

هل من توضيح بخصوص الاستجواب التي تعرضت اليه من قبل ادارة مؤسسة التلفزة؟
لقد وقع استجوابي على خلفية التصريحات الأخيرة التي أدليت بها خلال استضافتي في برنامج لباس على قناة التونسية حيث اعتبرت ادارة المؤسسة ان ما قلته مجانب للصواب واتهموني بالاصطياد في المياه العكرة كما اتهموني بخرق واجب التحفظ رغم اني لست مطالبا به فأنا صحفي ومن واجبي انارة الرأي العام ولست اداريا، من جهة اخرى طلبت مني الادارة اثبات الضغوطات التي تعرضت اليها في حال كان حريا بها فتح تحقيق فيها والتعامل مع ما صرحت به بأكثر جدّية ...عموما لقد اختارت الادارة التصعيد وتجاهلت اني لم اتطرق في حديثي الى الادارة الحالية بل الى الادارة السابقة.
المدير العام المساعد هشام عيسى اصدر هو الآخر بيانا شديد اللهجة واستنكر فيه ما جاء على لسانك ووصف الوضع داخل المؤسسة بالعادي فهل من تعليق؟
للأسف لقد عدنا الى سياسة تكميم الأفواه وأعتقد ان المؤسسة ترغب في صنصرة وتجميد وقتل ابنائها في المقابل تطالبهم بالصمت وعدم كشف تجاوزاتها والضغوطات المسلطة عليهم، مع العلم انني سبق وان راسلت الإدارة الحالية وطالبت منها توضيحا بخصوص قرار تجميدي وايقاف برنامجي وهذا موثق في مكتب الضبط لكني لم اجد سوى الصمت... من جهة أخرى وبخصوص بيان المدير العام المساعد فأرجو من الادارة توضيح عبارة وردت فيه وهي اعتماد لفظ عون وحرماني من صفة صحفي وانا هنا استغرب من الالتجاء الى اعتماد مثل هذا اللفظ والحال اني صحفي أوّل وعضو في المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين .
لكنه وقع التشكيك في حرفيتك وبأن قرار تجميدك جاء على خلفية نسب المشاهدة المرتبطة ببرامجك؟
من جهتي أطالب بتكوين لجنة محايدة من المختصين تقوم بتقييم برامجي التي قدمتها على القناة الوطنية الأولى والثانية وشخصيا أنا مستعد لتقبل حكمها مهما كان بل أنا مستعد لإجراء كاستينغ في الثقافة العامة وان انا تحصلت على صفر في هذا الاختبار أعد الإدارة بتقديم استقالتي نهائيا من عالم الاعلام والصحافة .
في الوقت الذي اعتمدت فيه ادارة مؤسسة التلفزة التصعيد كيف سيكون ردّ فعلك ؟
سألتجأ الى التصعيد بدوري وسأتصل بالهياكل المهنية وبمكونات المجتمع المدني لأنّي لا أملك حلولا أخرى واذا تطلب الأمر أكثر من ذلك سأدخل في اعتصام واضراب جوع .
حملت مسؤولية ما يحصل معك الى حكومة مهدي جمعة فما الذي دفعك الى قول هذا؟
بطبيعة الحال أحمّل المسؤولية الى رئيس الحكومة مهدي جمعة لأنه سبق وان بعثت برسالة الى جمعة وطلبت منه التدّخل لفض كل الاشكالات العالقة في هذا المرفق العمومي، من جهة أخرى انا لا أستبعد أن يكون الاجراء الاداري الذي تعرضت اليه كان بواعز من حكومة جمعة، وهنا اطالب بضرورة التوضيح من قبل رئيس الحكومة.
ألا ترى أنك دخلت في حرب قد تكون الخاسر الوحيد فيها؟
اعتقد انه في المرحلة الحالية كان من الأجدر على مؤسسة التلفزة استغلال كفاءات المؤسسة عوض اهمالهم من جهة أخرى انا اضطررت الى القيام بهذه التحركات بل دفعت اليها دفعا وذلك على خلفية تجميدي ووضعي في الرّف وهذا ما أرفضه ومن الطبيعي ان أقوم بفضح كل هذه التجاوزات كلفني ذلك ما كلفني فأنا رفضت الاملاءات المسلّطة عليّ ورفضت قرار ابعادي لمجرّد اني تصديت لمسألة استعمال واستغلال مرفق عمومي لخدمة أغراض سياسية .
تحدثت عن فرض ادارة التلفزة لقائمة سوداء من الأشخاص الممنوعين من برنامجك فهل بامكانك مدنا بهذه القائمة ؟
هذا صحيح فالادارة فرضت قائمة من الضيوف ومنعتني من استضافتهم لكني رفضت اقصائها من الحضور وهو ما أدى الى تجميدي والقائمة تضم الى جانب الشهيد شكري بلعيد كل من معز الجودي والطاهر بن حسين وعدنان الحاجي وهشام السنوسي وقيادات حزب نداء تونس أيام صدامه مع حركة النهضة ورئيس تحرير جريدة الفجر محمد الفوراتي وذلك في فترة سقوط نظام مرسي في مصر واشير الى ان مثل هذه الاملاءات تحدث عن طريق الهاتف او بالاتصال المباشر حتى لا تترك الادارة أي اثر لهذه الضغوطات مع العلم ان هذه القائمة قدمتها للهايكا ولنقابة الصحفيين ولمركز تونس لحرية الصحافة واعلمت بها جميع الأحزاب والمنظمات الوطنية حتى قبل ايقاف برنامجي .
في الوقت الذي خيّر فيه أبناء مؤسسة التلفزة الصمت جاهرت انت بمثل هذه الحقائق الخطيرة فما هي دوافعك؟
انا صحفي ومطالب بفضح هذه التجاوزات خاصة وانها لا تتعلق بأمور ادارية أو مالية بل بمحاولة وضع اليدّ على الحريات وعلى هذا المرفق العمومي ومن منطلق رغبتي وحلمي باعلام حرّ ونزيه ومحايد وتعددي كان لا بدّ ان أتحرك دون ايلاء أهمية لضريبة الدفاع عن حرية التعبير، مع العلم أني لم أستغرب من ردّة فعل الادارة بل كنت سأستغرب لو انها تقبلت نقدي وتصريحاتي بكل حرية .
صرحت  بوجود العشرات من الذين تمّ تجميدهم فهل من أمثلة ولمحة عن الأسباب ؟
نعم هذا صحيح فهناك غيري من الزملاء من تعرض الى نفس الضغوطات والمضايقات واذكر على سبيل الذكر لا الحصر آمال الشاهد ووليد عبد الله أما الأسباب فتتمحور جميعها في رفض سياسة الاملاءات والتدخل في محتوى البرامج.
تحدثت في احدى التدوينات الفايسبوكية عن رفض الحكومة التدخل لايقاف التعيينات الحزبية فعن أي تعيينات تتحدث؟
لقد طالبت الحكومة بالتدخل لأني وصدقا لم الاحظ أدنى اهتمام بهذا المرفق العمومي بل صرت متأكدا ان النية تتجه الى ترك الوضع على ماهو عليه اما التعيينات فجميعنا على علم بان الفريق الاداري وقع تعيينه أيّام حكم الترويكا وبالتالي لا بدّ من مراجعة هذه التعيينات والتزام الحياد خاصة واننا على أبواب انتخابات .
رسالة الى مؤسسة التلفزة؟
عليها مراجعة قراراتها الأخيرة والاتجاه نحو الاصلاح واستغلال الكفاءات الموجودة لديها.

حاورته سناء الماجري